العثور على الطفل "س.ع.ع" بعد اختفائه في ظروف غامضة بذراع الريش – عنابة
نوال حرزالله

في حادثة هزّت الرأي العام المحلي، عاشت مدينة ذراع الريش بولاية عنابة ساعات من الترقب والخوف، إثر اختفاء الطفل "س.ع.ع"، البالغ من العمر أربع سنوات، في ظروف غامضة، أثناء زيارة عائلية قامت بها والدته إلى أقاربها بالمدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة. الطفل كان يلهو أمام مدخل السكن العائلي المؤقت، قبل أن يختفي دون أثر، في مشهد زرع الهلع في نفوس العائلة وأشعل قلق سكان الحي.
مع تصاعد الشكوك حول فرضية اختطاف، تحركت السلطات بسرعة، حيث سخرت مصالح الحماية المدنية، بالتنسيق مع وحدات الدرك الوطني، إمكانيات ميدانية واسعة، شملت رئيس وحدة برحال، أربعة ضباط، رقيبين، و16 عون تدخل، إلى جانب وحدة مختصة بالإنقاذ في المناطق الوعرة والفرقة السينوتقنية المجهزة بكلاب بوليسية مدربة.
التمشيط الأمني الذي استمر أكثر من 18 ساعة متواصلة، امتد إلى الأحياء المجاورة، العمارات، المناطق المعزولة والطرقات المحيطة، وسط حالة ترقب عاشتها الأم التي لم تبرح مكان اختفاء فلذة كبدها، في وقت استحضر فيه كثيرون وقائع مشابهة، آخرها ما حدث مؤخرًا في قسنطينة.
وفي لحظة فارقة أعادت الأمل، تم العثور على الطفل داخل شقة في الطابق الرابع من إحدى العمارات المجاورة بمجمع السكنات الاجتماعية قرب موقع يُعرف بـ"النخلة". الطفل كان في وضع صحي مستقر، لكنه بدا عليه الذهول والارتباك، ما عزز فرضية تعرضه للاحتجاز. وحسب مصادر موثوقة ، فقد تم تحديد هوية أحد المشتبه بهم من قاطني الحي، وتم توقيفه للتحقيق في ملابسات القضية.
لقاء الطفل بوالدته كان لحظة مؤثرة، وصفتها الأم بـ"الولادة من جديد"، بعد ساعات طويلة من العذاب والخوف والدعاء. الحادثة أثارت صدمة عميقة في الأوساط العنابية، وأعادت إلى الواجهة دعوات متجددة لتكثيف الرقابة الأمنية على الأحياء السكنية، وتعزيز اليقظة الأسرية لحماية الأطفال من التهديدات المتزايدة.
وتفيد نفس المصادر بأن التحقيقات لا تزال متواصلة في إطار قضائي وأمني مشدد، وسط متابعة لصيقة من الجهات المختصة، التي كانت تؤكد دائما أنها لن تتساهل مع أي فعل يشكل خطرًا على سلامة الأطفال.
حادثة "س.ع.ع" ليست مجرد قصة نهاية سعيدة، بل جرس إنذار جديد يستدعي وقفة مجتمعية وإدارية حقيقية لصون الطفولة من كل خطر، وترسيخ ثقافة اليقظة والمسؤولية في وجه التحديات المتزايدة.